متى يرى المولود الأشياء من حوله؟
الكثير من الأمهات يتساءلن دائمًا هل المولود يرى الأشياء بشكل طبيعي مثل الأطفال، أم أن ذلك يستغرق وقتًا حتى يستطيع الرؤية؟ ولتوضيح هذه المسأله كشفت دراسة وضعها جراح العيون الدكتور روميش أنغنويلا -الذي وضع سلسلة من الصور المتحركة، والتي توضح كيفية رؤية الطفل الرضيع للأشياء منذ ولادته وحتى بلوغه 12 شهرًا- حقيقة رؤية الأطفال الرُّضَع للأشياء، وكيف يرون ما حولهم منذ لحظة الولادة وحتى بلوغهم السنة الأولى من العمر.
وقد تحدث الدكتور أنغنويلا عن الأمر، موضحًا أن دماغ الطفل الرضيع يبدأ في التطور تدريجيًّا حتى يتمكن من رؤية العالم المحيط من حوله بشكل واضح، حيث يبدأ في تعلُّم معالجة تدفق المعلومات البصرية منذ اللحظة الأولى التي يفتح فيها المولود عينيه، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتشغل القشرة البصرية حيزًا يعادل ثلث الدماغ، وتبدأ الرؤية في عيني طفلك تدريجيًّا بشكل غير واضح باللونين الأسود والأبيض عند الولادة، وتتطور بالتدريج حتى تستطيع إدراك الألوان كاملة عند سن 12 شهرًا، وعند الولادة يمكن للطفل فقط رؤية الأشياء القريبة منه بمسافة 8 إلى 10سم.
وبالتأكيد فأنتِ تتساءلين بالطبع ماذا يمكن أن يرى طفلك عندما ينظر إليك؟
يبدأ طفلك في رؤيتك ولكن في صورة ضبابية بالأبيض والأسود، عندما يكون حديث الولادة، في حوالي الشهرين من عمره يبدأ برؤية أول ألوانه وهو الأحمر، ويستغرق الأمر من الدماغ نحو 3 أشهر ليتمكن من رسم معالم واضحة للألوان وتمييزها، إلا أن الرؤية الحقيقية والأكثر وضوحًا ستكون عند بلوغه عامًا كاملًا، بحيث يمكن للطفل أن يرى العالم بتركيز كامل.
وأوضح الدكتور أنغنويلا أن البصر هو أحد أهم العوامل التي تتطور مع الأعصاب عند حديثي الولادة، وهذا يتزامن مع أول ابتسامة للطفل حيث يصبح الطفل قادرًا على السيطرة على عضلات الوجه، وبحلول عمر 8 - 10 أشهر يبدأ الطفل في التنسيق بين اليد والعين، حيث يمكنه التقاط الأشياء التي يراها.
ويتواصل تطور الرؤية عند الرُّضع بشكل طبيعي، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لتحفيز الرؤية ومساعدة الأطفال الرُّضع على تطوير أدمغتهم، وهي نشر الألوان الزاهية من حولهم، مع الحرص على وجود خطوط بيضاء وسوداء قدر الإمكان، فذلك يساعد على تحفيز وتطوير إدراك الطفل للألوان.